‪Google+‬‏

بحث في المدونة

20‏/04‏/2012

قدوة المتفائلين وسيدهم "محمد" صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم


لم ير صلى الله عليه وسلم الظلام يوما رغم وجود السواد من حوله.
آمن حينما رأى الحياة نورا.
وازداد سرورا لأنه كلكل غسق الليل بمصباح الإيمان فعاش سعيدا وملأ حياته أملا بوحي آي القرآن وحارب اليأس والقنوط ورمى التشاؤم بسهم التفاؤل ولم يستسلم قط للمتشائمين والقانطين.


_ متفاءل وهو يرى حول الكعبة (360) صنما ! وأين هذه الأصنام اليوم ؟.
_ متفائل وهو يرى المشركين يطوفون حول الكعبة عراة وتهراق الخمور وتقرب القرابين للأصنام!واليوم الملايين من المسلمين يطوفون حول الكعبة ولا تجد مشركا يجرؤا الدخول لحدود الحرم فكيف بالحرم !.
_ متفائل وهو يرى بيوت المشركين حول الكعبة وهو وحده في غار حراء يوحد الواحد الأحد!.
من غار حراء (شدة الظلمة) شع نور النبوة فشق حجب الظلماء وتألق في كل الأرجاء.
ولقد صدق من قال: خلاصة الدين في الغارين: في غار حراء تعبد وتأمل وتفكر في الكون وتعلم للقرآن ، وفي غار ثور مرابطة ومجاهدة وتوكل وسكينة.

أرأيت كيف كان حبيك صلى الله عليه وسلم يتعبد الله وحده في ذلك الوقت المظلم بالشرك!!
ألا يأخذك ذلك المشهد الروحاني لنبيك وأنت تتخيل صورة الزمان المليء بالمنكرات وكان حبيبك في غار حراء يعبد ربه لم يخنع لوهجات النفس ليحدثها بالإحباط واليأس وهو يرى من حوله يكفرون بالله ويشركون به بل كان يتطلع لمستقبل جميل كان يتضلع بالإيمان كيما يواجه الظلام الرابض في قلوب أؤلئك المشركين وتحقق حلمه فأسلم من أسلم وبنى بيت الإسلام بتفاؤلهوثقته بربه.!
_ متفائل وقد وضع عليه سلا جزور الإبل من قبل كفار قريش وأين؟ بجوار الكعبة! وليس هذا فحسب بل وهو ساجد لله تعالى! وتأتيه إحدى بناته تبكي فيقول لها: لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك.
_ متفائل وهو يبشر الأمة بالنصر والغلبة على اليهود فيقول عليه الصلاة و السلام : كما في رواية لمسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون ......الحديث"
_ متفائل وهو يدعوا البشرية إلى الجنة,إلى السعادة, إلى الحق, ويبشر الأمة بالفتوحاتوالانتصارات في زمن أشتدت فيه المحن! فيقول صلى الله عليه وسلم:"يسرواولا تعسروا وبشرواولا تنفروا", أرأيته وهو يقول لخباب بن الأرت رضي الله عنه"والله ليتمن الله هذا الأمرحتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون""رواه البخاري" دلالات واضحة تظهر التفاؤل, وتقطع بالنصر الآتي للإسلام والمسلمين

إنني أسائلك أيها اليائس من نصر الله؟ من الذي نصر نبيك بعد طوفان الابتلاءات؟
أليس هو الله!!
من الذي حفظ نبيك؟
أليس هو الله!
من الذي سيحفظ دينه وكتابه ؟
أليس هو الله نعم المولى ونعم النصير!!
فلم اليأس والتشاؤم واستبطاء النصر أليس الله له الحكمة البالغة وراء كل محنة وفتنة؟ أليس يعلم عن كل شيء قبل أن يقع؟ أليس الله هو الحافظوالمعين والناصر؟

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط" [رواه الترمذي].

سأل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة" [رواه الترمذي].

إطلالة تفاؤلية: يقول أديب العصر مصطفى صادق الرافعي: ليس المصلح من استطاع أن يفسد عمل التاريخ؛ فهذا سهل ميسور حتى للحمقى، ولكن المصلح من لم يستطع التاريخ أن يفسد عمله من بعده .

من كتاب: ابتسم للحياة
منقول مع الاختصار وذلك للفائدة