‪Google+‬‏

بحث في المدونة

25‏/03‏/2012

مفهوم السلفية



مفهوم السلفية

محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- فى فتاوى نور على الدرب:
يقول السلف معناه المتقدمون فكل متقدم على غيره فهو سلف له ولكن إذا أطلق لفظ السلف
فالمراد به القرون الثلاثة المفضلة الصحابة والتابعون وتابعوهم هؤلاء هم السلف الصالح ومن كان بعدهم وسار على منهاجهم
فإنه مثلهم على طريقة السلف وإن كان متأخراً عنهم في الزمن لأن السلفية تطلق على المنهاج الذي سلكه السلف الصالح رضي الله عنهم .

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (إني أمتي ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)
وفي لفظ (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وبناء على ذلك تكون السلفية هنا مقيدة بالمعنى
فكل من كان على منهاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فهو سلفي وإن كان في عصرنا هذا وهو القرن الرابع عشر بعد الهجرة



الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله-:
قال في معنى السلفية: كلمة حقٍّ لا يستطيع أي مسلم أن يجادل فيها بعد أن تتبين له الحقيقة
السلف : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية
في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ).
هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص,، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة
ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف.
أشار عليه السلام إلى حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام :
( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو ( حتى تقوم الساعة )
فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة ، والطائفة : هي الجماعة القليلة ، فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق .

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-:
السلف الصالح هم الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من التابعين وأتباع التابعين من الحنفية والمالكية والشافعية
والحنابلة وغيرهم ممن سار على الحق وتمسك بالكتاب العزيز والسنة المطهرة ، في باب التوحيد
وباب الأسماء والصفات ، وفي جميع أمور الدين
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ردا على جواب
لقب صالح تعني أنهم على طريق السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم- رضي الله عن الجميع- فهو لقب
يتميزون به عن أهل البدعة ممن غير وبدل وحرف ، وعليه فهذه العبارة (مؤسس الدعوة السلفية هو الله)
بمعنى أن الله هو الذي شرعها ، وهي في معناها صحيحة تنزيلا لها على ما ذكر
لكن إطلاق لفظ (مؤسس) على الله- سبحانه وتعالى- لا يجوز ؛ لعدم ورود النص به
والقاعدة أنه لا يطلق على الله من الأسماء والصفات إلا ما أثبته - سبحانه - لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
وهذا نظير قول بعضهم : (مهندس الكون هو الله) بمعنى خالقه ، فهو صحيح المعنى ممنوع من جهة اللفظ
وعليه فلا يجوز إطلاقهما لما ذكر .

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-:
المقصود بالمذهب السلفي هو ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين
والأئمة المعتبرين من الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم والإيمان الصادق والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة وأدبًا وسلوكًا
خلاف ما عليه المبتدعة والمنحرفون والمخرفون.
وقال:تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام
والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
{خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم } الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية
ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: {إنها في النار إلا واحدة } .
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف ، وتسير عليه
فقال : {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ... }
فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها ، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار ..." .

العلامة الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله-:
قال في الصفات الإلهية ص { 64-65} :
"ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم
وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه . فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين.
بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة
وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وسلم :
{لاتزال طائفة من أمتى منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة }

من مجموع فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمة الله-:
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏115‏]‏ ‏.
وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان‏.‏ فعلم قطعا أنهم المراد بالآية الكريمة فقال تعالى‏:‏
{‏وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏100‏]‏‏.
فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم‏.‏ فمن سبيلهم في الاعتقاد‏:‏
‏[‏الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه‏]‏ التي وصف بها نفسه
قال في (كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية
لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه
بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …))